إن الحضارة الإسلامية لعبت دوراً بارزاً في تقدُّم الإنسان، وتركت لها آثاراً بارزة في عدة ميادين عقدية وفنية وأدبية وغيرها من الميادين، وكان لها السبق في التأثيرفي الحضارة الحديثة؛ فالإسلام كان عاملاً كبيراً في تفتيح أذهان وأفكار الشعوب إلىالدين الحق والعدل والرحمة حينما كان غير المسلمين يعيشون تحت الإذلال والعسفوالخضوع لآراء وأفكار غيرهم؛ حتى وصلت الفتوحات إلى أقاصي الشرق والغرب، وتأثرتالأمم الكافرة بمبادئ الإسلام وهي على ملة غيره. ويكفي لنا دليلاً شغف الغربوعلمائهم وإعجابهم بعلوم العرب الأوائل من طب وجغرافيا وغيرها من العلوم التي سيطرعليها المسلمون في ذلك الوقت، وحتى الآن فإن كتب المسلمين تدرس في الجامعات الغربيةبأسماء مستعارة. ويكفي لنا اعتراف الغربيين المنصفين بكوننا عباقرة القرونالوسطى مدة نصف قرن؛ حتى تأثر رجالات الأدب لديهم باللغة العربية وعلومها وآدابهاوأشعارها ونخواتهم وفروسيتهم وحماسهم للعِرض والذود عنه. وفي تلك العصور انتشرتالترجمة والطباعة، حتى أصبح الفرد يحكم نفسه وأفكاره، هو حر طليق باختيارها، وجلبتلهم حضارة الإسلام احترام العهود كالوثيقة العمرية، وضمان حريات الناس كما في عهدالرسول صلى الله عليه وسلم؛ لذا فقد أثرت في الشعوب المغلوبة روح العزة والكرامةونبل المشاعر الإنسانية الكريمة. هذه هيحضارتنا،وهذه هي قيمنا؛ لذا فإن لنا ديناً يجب أن نسترده، لا بالتفجير والخطف والاغتيال والتآمر، ولا بالأماني والأباطيل. بل بمعرفتنا قدر أنفسنا وقيمة هذه النعمة التين تبوأ ظلالها، ونكون قدوة حسنة كما كان أسلافنا، لا منفِّرين من هذا الدين؛ لكينقود الشعوب إلى الخير؛ لأننا أمة الخير والوسط والكرامة والعزة، وبكم تسمو الهمم وتزداد العزائم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق