الاثنين، 8 أبريل 2013
الأحد، 7 أبريل 2013
الفن الإسلامي وخصائصه
خصائص الفن الإسلامي
من أهم خصائص الفن الإسلامي، أنه انبثق من عقيدة
شاملة تنظم حياة المسلم في كل شؤونه، فهذه العقيدة ليست عبادة فقط، وليست أخلاقاً فحسب،
ولكنها تصور كامل للحياة، تكون في ضمير المؤمن بهذه العقيدة، منظومة قيم تنظم العلاقة
بينه وبين الكون من حوله. والفن ما هو إلا تعبير عن قيم حية ينفعل بها ضمير الفنان.
ومن هنا كانت أولى خصائص الفن الإسلامي أنه لم يقتصر على دور العبادة فقط مثل غيره
من المعتقدات، ولم يقتصر على قصور الأسر الحاكمة والطبقة الغنية مثل الفنون المعمارية
المتداولة في الغرب في هذه الحقبة مثل «الروكوكو» و«الباروك».. لكن امتد ليشمل كل مظاهر
الحياة. فن تجريدي الخاصية الثانية: أن الفن الإسلامي انبثق عن عقيدة التوحيد، التي
تبتعد كل البعد عن تجسيم أو تصوير الإله، ومن ثم كانت السمة البارزة للفن الإسلامي
أنه ليس فن محاكاة (تقليد)، ولكنه يقوم على التجريد، ويطلق لفظ التجريد في الفن على
طراز يبتعد فيه الفنان عن تمثيل الطبيعة في إنتاجه، ويعتمد على استخلاص الجوهر من الشكل
الطبيعي وعرضه في شكل جديد. وهذا التجريد هو الميزة الأساسية في الفن الإسلامي الذي
اعتمد على الحرف العربي والزخرفة بأشكال هندسية ونباتية في تناسق وتناغم مثَّل كنزاً
فكرياً ومعيناً لا ينضب لخيال الفنانين، ومثَّل خطوة متقدمة في الفن لم يصلها الفنان
الغربي إلا من خلال مدارس الفن الحديث في أواخر القرن التاسع عشر كما سنرى. وبهذه الخاصية
كان الفنان المسلم بحق سابقاً لعصره. روح واحدة والخاصية الثالثة: أن الفن الإسلامي
على تنوع أنماطه، واختلاف بلدانه بثقافاتها المتنوعة، وعلى امتداده الزمني، تجمعه روح
واحدة. هذه الروح الواحدة ضمنتها الكلمة القرآنية، والحرف العربي، فحيثما حلت هذه الكلمة
في بلد ما من البلاد التي أشرقت عليها شمس الإسلام تفاعلت مع عناصر الفن السائدة في
الإقليم، وأنتجت فناً إسلامياً. ويستطيع أي ناقد فني، أو متذوق للفنون، أن يزور متحفاً
للفنون الإسلامية، فيدهشه ويبهره تلك الروح الواحدة في تلك الروائع التي جمعت من نتاج
أزمان متباعدة على مدى ألف وأربعمائة عام، كما جمعت من أماكن متباعدة تباعد الصين عن
الأندلس. كما أن تلك الروح شملت الفنون الإسلامية على تنوعها من عمارة وخط وزخرفة ونسيج
وسجاد وخزف وخشب. وتستطيع حتى اليوم أن تدخل إسبانيا فتميز أن هذا أثراً من آثار المسلمين،
وتستطيع إذا ذهبت إلى إندونيسيا أو الصين أن تشخص أي عمارة إذا كانت عمارة إسلامية
بمجرد الاطلاع عليها. عناصر جمالية ومن خصائص الفن الإسلامي تأثره بالبساطة التي دعا
إليها الدين الإسلامي الذي حرَّم استخدام الآنية من الذهب والفضة؛ فطوع الفنان المسلم
عناصر الطبيعة البسيطة ليصنع منها عناصر جمالية تميز فنه الراقي، فاستخدم الخشب، وأبدع
في الحفر والنقش عليه، وزيَّنه بالحرف العربي والزخرفة ليس فقط في محراب المسجد بل
في الأبواب والأثاث المنزلي والمشربيات، واستخدم الجبس، وابتكر الخزف ذي البريق المعدني،
المصنوع من الطين الملون بالأكاسيد. ومن خصائص الفن الإسلامي، أنه ينطبق عليه ما يقوله
نقاد الفنون: «إن الفن الرفيع يخفي ما قد يبذله الفنان من جهد في بنائه»، وأي ممارس
للفن التشكيلي الإسلامي، وأي مقدر له يعلم الجهد الكبير الذي يبذله الفنان للوصول لدرجة
الإجادة في هذا الفن، والوقت الطويل الذي يستغرقه تعلم هذا الفن للموهوبين بالفطرة،
وضرورة الاستمرار في ممارسته وعدم الانقطاع عنه، لتستمر لياقة الفنان مؤهلة له على
الإنتاج، والسبب في هذا نستطيع أن نختصره في التعبير البديع الذي عبر به أبو حيان التوحيدي
على سيد الفنون العربية وهو الخط العربي بقوله: «الخط هندسة روحانية»، فالهندسة تعبر
عن قواعد صارمة تحدد نسب الحرف. ومع كل هذه القواعد الصارمة وضرورة الالتزام بها، لا
يكتمل جمال الإنتاج الفني إلا بروحانية الفنان التي تجعل من حروفه سيمفونية بديعة متجددة
المعاني. تجاوز الزمان والمكان ومن أهم خصائص الفن الإسلامي أنه يتجاوز حدود الزمان
والمكان، فلم يكن يهتم أبداً بتسجيل الأحداث التي يطويها الزمن، ولم يكن له ارتباط
بموضوع معين، فالحرف العربي الذي يستخدمه، والأشكال الهندسية التي يكون منها زخرفته
لا تتعلق بزمان معين ولا بمكان معين؛ فمن خصائص جماليات الفن الإسلامي أنه ترجمة صادقة
لزوال الإنسان والطبيعة والوجود في مقابل أزلية الواحد الأحد. سيمفونية متناسقة ويتفرع
عن هذا الفن المرتبط بالخيال والمتطلع إلى الأزل، أنه ذو عطاء متجدد ضمن له البقاء
بل الخلود، عبر عن هذا الرسام الإيطالي الشهير «آندريو لوتي»: «إن الخط العربي كسيمفونية
متناسقة الأنغام تتجدد كلما نظرت إليها». هذه بعض خصائص الفن الإسلامي، كان لابد أن
نتحدث عنها قبل أن نتحدث عن أثر الفن الإسلامي في الفن الغربي الحديث، وهذا هو موضوع
حديثنا في العدد القادم إن شاء الله.
من العلماء المسلمين
من العلماء المسلمين
هو محمد بن موسى الخوارزمي، أصله من خوارزم وعاصر المأمون، أقام في بغداد حيث ذاع اسمه وانتشر صيته بعدما برز في الفلك والرياضيات. اتصل بالخليفة المأمون الذي أكرمه، وانتمى إلى (بيت الحكمة) وأصبح من العلماء الموثوق بهم. وقد توفي بعد عام 232 هـ .
ترك الخوارزمي عدداً من المؤلفات أهمها: الزيج الأول، الزيج الثاني المعروف بالسند هند، كتاب الرخامة، كتاب العمل بالإسطرلاب، كتاب الجبر والمقابلة الذي ألَّفه لما يلزم الناس من الحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم، وفي مقاسمتهم وأحكامهم وتجارتهم، وفي جميع ما يتعاملون به بينهم من مساحة الأرضين وكرى الأنهار والهندسة، وغير ذلك من وجوهه وفنونه. ويعالج كتاب الجبر والمقابلة المعاملات التي تجري بين الناس كالبيع والشراء، وصرافة الدراهم، والتأجير، كما يبحث في أعمال مسح الأرض فيعين وحدة القياس، ويقوم بأعمال تطبيقية تتناول مساحة بعض السطوح، ومساحة الدائرة، ومساحة قطعة الدائرة، وقد عين لذلك قيمة النسبة التقريبية ط فكانت 7/1 3 أو 7/22، وتوصل أيضاً إلى حساب بعض الأجسام، كالهرم الثلاثي، والهرم الرباعي والمخروط.
ومما يمتاز به الخوارزمي أنه أول من فصل بين علمي الحساب والجبر، كما أنه أول من عالج الجبر بأسلوب منطقي علمي.
لا يعتبر الخوارزمي أحد أبرز العلماء العرب فحسب، وإنما أحد مشاهير العلم في العالم، إذ تعدد جوانب نبوغه. ففضلاً عن أنه واضع أسس الجبر الحديث، ترك آثاراً مهمة في علم الفلك وغدا (زيجه) مرجعاً لأرباب هذا العلم. كما اطلع الناس على الأرقام الهندسية، ومهر علم الحساب بطابع علمي لم يتوافر للهنود الذين أخذ عنهم هذه الأرقام. وأن نهضة أوروبا في العلوم الرياضية انطلقت ممّا أخذه عنه رياضيوها، ولولاه لكانت تأخرت هذه النهضة وتأخرت المدنية زمناً ليس باليسير.
من العلماء المسلمين
من العلماء المسلمين
ابن البيطار .
هو ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي نسبة إلى مدينة مالقة التي ولد فيها بالأندلس ويعرف بابن البيطار، ولد حوالي سنة 1197 وتوفي في دمشق سنة 1248، وتلقى علومه في إشبيلية على أيدي علمائها مثل أبو العباس وعبد الله بن صالح وغيرهما.
يعتبر ابن البيطار أعظم عالم نباتي ظهر في القرون الوسطى ومن أكثر العلماء إنتاجاً، درس النباتات وخواصها في بلاد واسعة، وكان لأبحاثه الأثر الكبير في السير بهذا العلم خطوات مهمة، فقد بدأ حياته العلمية في الأندلس، ثم انتقل في أول شبابه إلى المغرب، فجاب مراكش والجزائر وتونس باحثاً ودارساً ومحاوراً الباحثين بعلم النبات والعاملين به، ثم تابع جولاته منتقلاً إلى آسيا الصغرى ماراً بأنطاكية ومنها إلى سوريا ثم إلى مصر فالحجاز وغزة والقدس وبيروت ُثم انتقل إلى بلاد الإغريق ووصل إلى أقصى بلاد الروم، وكان في كل محطاته مثال العالم الباحث في علوم الأدوية والنباتات.
لقد أسهم ابن البيطار في تطور الحضارة البشرية من خلال علوم النبات والصيدلة والطب اسهاماً عظيماً بإكتشافاته العلمية الهامة، ومؤلفاته التي تركها خير برهان على تفوقه ونبوغه، مما جعله يرقى إلى مصاف كبار علماء العرب والمسلمين الذين أغنوا المكتبة العربية والعالمية ببحوثهم ودراساتهم القيّمة.
آثاره: يعتبر كتابه "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" والمعروف "بمفردات ابن البيطار" من أنفس الكتب النباتية وأشهرها، ألفه بعد دراسات مضنية، وبعد أن جاب كل تلك البلاد، حيث أودع فيه كل تجاربه ومشاهدته خلال سني أبحاثه الطويلة، معتمداً المنهج العلمي في البحث والتنقيب، وعلى التجربة والمشاهدة كأساس لدراسة النبات والأعشاب والأدوية، فشرح في مقدمة كتابه المنهج الذي اتبعه في أبحاثه فيقول: "… ما صحَّ عندي بالمشاهدة والنظر، وثبت لدي بالمخبر لا بالخبر أخذتُ به، وما كان مخالفاً في القوى والكيفية والمشاهدة الحسية والماهية للصواب نبذته ولم أعمل به…".
إن علم النبات قد ازدهر كثيراً عند العرب منذ القرن الرابع للهجرة، وما زالت بعض الأسماء تشعُّ في تاريخ الأدب الطبي، منهم: ابن جلجل، والشريف الإدريسي، وابن الصوري، وأبو العباس النباتي وغيرهم، فكانوا رواداً بحق، برعوا في معرفة الأدوية النباتية والحيوانية والمعدنية، وافتتحوا الصيدليات العامة في زمن المنصور، كما ألحقوا الصيدليات الخاصة بالبيمارستانات (المستشفيات).
هو ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي نسبة إلى مدينة مالقة التي ولد فيها بالأندلس ويعرف بابن البيطار، ولد حوالي سنة 1197 وتوفي في دمشق سنة 1248، وتلقى علومه في إشبيلية على أيدي علمائها مثل أبو العباس وعبد الله بن صالح وغيرهما.
يعتبر ابن البيطار أعظم عالم نباتي ظهر في القرون الوسطى ومن أكثر العلماء إنتاجاً، درس النباتات وخواصها في بلاد واسعة، وكان لأبحاثه الأثر الكبير في السير بهذا العلم خطوات مهمة، فقد بدأ حياته العلمية في الأندلس، ثم انتقل في أول شبابه إلى المغرب، فجاب مراكش والجزائر وتونس باحثاً ودارساً ومحاوراً الباحثين بعلم النبات والعاملين به، ثم تابع جولاته منتقلاً إلى آسيا الصغرى ماراً بأنطاكية ومنها إلى سوريا ثم إلى مصر فالحجاز وغزة والقدس وبيروت ُثم انتقل إلى بلاد الإغريق ووصل إلى أقصى بلاد الروم، وكان في كل محطاته مثال العالم الباحث في علوم الأدوية والنباتات.
لقد أسهم ابن البيطار في تطور الحضارة البشرية من خلال علوم النبات والصيدلة والطب اسهاماً عظيماً بإكتشافاته العلمية الهامة، ومؤلفاته التي تركها خير برهان على تفوقه ونبوغه، مما جعله يرقى إلى مصاف كبار علماء العرب والمسلمين الذين أغنوا المكتبة العربية والعالمية ببحوثهم ودراساتهم القيّمة.
آثاره: يعتبر كتابه "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" والمعروف "بمفردات ابن البيطار" من أنفس الكتب النباتية وأشهرها، ألفه بعد دراسات مضنية، وبعد أن جاب كل تلك البلاد، حيث أودع فيه كل تجاربه ومشاهدته خلال سني أبحاثه الطويلة، معتمداً المنهج العلمي في البحث والتنقيب، وعلى التجربة والمشاهدة كأساس لدراسة النبات والأعشاب والأدوية، فشرح في مقدمة كتابه المنهج الذي اتبعه في أبحاثه فيقول: "… ما صحَّ عندي بالمشاهدة والنظر، وثبت لدي بالمخبر لا بالخبر أخذتُ به، وما كان مخالفاً في القوى والكيفية والمشاهدة الحسية والماهية للصواب نبذته ولم أعمل به…".
إن علم النبات قد ازدهر كثيراً عند العرب منذ القرن الرابع للهجرة، وما زالت بعض الأسماء تشعُّ في تاريخ الأدب الطبي، منهم: ابن جلجل، والشريف الإدريسي، وابن الصوري، وأبو العباس النباتي وغيرهم، فكانوا رواداً بحق، برعوا في معرفة الأدوية النباتية والحيوانية والمعدنية، وافتتحوا الصيدليات العامة في زمن المنصور، كما ألحقوا الصيدليات الخاصة بالبيمارستانات (المستشفيات).
من العلماء المسلمين
من العلماء المسلمين
هو ابو عبد الله محمد بن سنان بن جابر الحراني، ولد في أواخر القرن الثاني الهجري وتوفي في أوائل القرن الثالث الهجري، اشتهر بالفلك والرياضيات.
سيرته:
هو ابن عبد الله محمد بن سنان بن جابر الحراني المعروف باسم البتاني، ولد في حران، وتوفي في العراق، وهو ينتمي إلى أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث للهجرة. وهو من أعظم فلكيي العالم، إذ وضع في هذا الميدان نظريات مهمة، كما له نظريات في علمي الجبر وحساب المثلثات.
اشتهر البتاني برصد الكواكب وأجرام السماء. وعلى الرغم من عدم توافر الآلات الدقيقة كالتي نستخدمها اليوم فقد تمكن من جمع أرصاد ما زالت محل إعجاب العلماء وتقديرهم.
وقد ترك عدة مؤلفات في علوم الفلك، والجغرافيا. وله جداوله الفلكية المشهورة التي تعتبر من أصح الزيج التي وصلتنا من العصور الوسطى. وفي عام 1899 م طبع بمدينة روما كتاب الزيح الصابي للبتاني، بعد أن حققه كارلو نللينو عن النسخة المحفوظة بمكتبة الاسكوريال بإسبانيا. ويضم الكتاب أكثر من ستين موضوعاً أهمها: تقسيم دائرة الفلك وضرب الأجزاء بعضها في بعض وتجذيرها وقسمتها بعضها على بعض، معرفة أقدار أوتار أجزاء الدائرة، مقدار ميل فلك البروج عن فلك معدل النهار وتجزئة هذا الميل، معرفة أقدار ما يطلع من فلك معدل النهار، معرفة مطالع البروج فيما بين أرباع الفلك، معرفة أوقات تحاويل السنين الكائنة عند عودة الشمس إلى الموضع الذي كانت فيه أصلاً، معرفة حركات سائر الكواكب بالرصد ورسم مواضع ما يحتاج إليه منها في الجداول في الطول والعرض.
عرف البتاني قانون تناسب الجيوب، واستخدم معادلات المثلثات الكرية الأساسية. كما أدخل اصطلاح جيب التمام، واستخدم الخطوط المماسة للأقواس، واستعان بها في حساب الأرباع الشمسية، وأطلق عليها اسم (الظل الممدود) الذي يعرف باسم (خط التماس). وتمكن البتاني في إيجاد الحل الرياضي السليم لكثير من العمليات والمسائل التي حلها اليونانيون هندسياً من قبل، مثل تعيين قيم الزوايا بطرق جبرية.
ومن أهم منجزاته الفلكية أنه أصلح قيم الاعتدالين الصيفي والشتوي، وعين قيمة ميل فلك البروج على فلك معدل النهار (أي ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى سبحها من حول الشمس). ووجد أنه يساوي 35َ 23ْ (23 درجة و 35 دقيقة)، والقيمة السليمة المعروفة اليوم هي 23 درجة.
وقاس البتاني طول السنة الشمسية، وأخطأ في مقياسها بمقدار دقيقتين و 22 ثانية فقط. كما رصد حالات عديدة من كسوف الشمس وخسوف القمر.
من العلماء المسلمين
من العلماء المسلمين
هو أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم المعروف بابن النفيس، وأحياناً بالقرْشي نسبة إلى قَرْش، في ما وراء النهر، ومنها أصله. وهو طبيب وعالم وفيلسوف، ولد بدمشق سنة 607 هـ وتوفي بالقاهرة سنة 687 هـ
درس الطب في دمشق على مشاهير العلماء، وخصوصاً على مهذّب الدين الدخوار. ثم نزل مصر ومارس الطب في المستشفى الناصري، ثم في المستشفى المنصوري الذي أنشأه السلطان قلاوون. وأصبح عميد أطباء هذا المستشفى، وطبيب السلطان بيبرس، وكان يحضر مجلسه في داره جماعة من الأمراء وأكابر الأطباء
قيل في وصفه أنه كان شيخاً طويلاً، أسيل الخدين، نحيفاً، ذا مروءة. وكان قد ابتنى داراً بالقاهرة، وفرشها بالرخام حتى ايوانها. ولم يكن متزوجاً فأوقف داره وكتبه وكل ما له على البيمارستان المنصوري
وكان معاصراً لمؤرخ الطب الشهير ابن أبي أصيبعة، صاحب (عيون الأنباء في طبقات الأطباء)، ودرس معه الطب على ابن دخوار، ثم مارسا في الناصري سنوات. ولكن ابن أبي أصيبعة لم يأت في كتابه على ذكر ابن النفيس، ويقال أن سبب هذا التجاهل هو خلاف حصل بينهما. غير أن لابن النفيس ذكراً في كثير من كتب التراجم، أهمها كتاب (شذرات الذهب) للعماد الحنبلي، و (حسن المحاضرة) للسيوطي، فضلاً عن كتب المستشرقين أمثال بروكلمن ومايرهوف وجورج سارطون وسواهم.
لم تقتصر شهرة ابن النفيس على الطب، بل كان يعد من كبار علماء عصره في اللغة، والفلسفة، والفقه، والحديث. وله كتب في غير المواضيع الطبية، منها: الرسالة الكاملية في السيرة النبوية، وكتاب فاضل بن ناطق، الذي جارى في كتاب (حي بن يقضان) لابن طفيل، ولكن بطريقة لاهوتية لا فلسفية
أما في الطب فكان يعد من مشاهير عصره، وله مصنفات عديدة اتصف فيها بالجرأة وحرية الرأي، إذا كان، خلافاً لعلماء عصره، يناقض أقوال ابن سينا وجالينوس عندما يظهر خطأها. أمّا كتبه فأهمها: المهذّب في الكحالة (أي في طب العيون)، المختار في الأغذية، شرح فصول أبقراط، شرح تقدمة المعرفة، شرح مسائل حنين بن اسحق، شرح الهداية، الموجز في الطب (وهو موجز لكتاب القانون لابن سينا)، شرح قانون ابن سينا، بغية الفِطن من علم البدن، شرح تشريح القانون الذي بيّن أن ابن النفيس قد سبق علماء الطب إلى معرفة هذا الموضوع الخطير من الفيزيولوجيا بحيث أنه وصف الدوران الرئوي قروناً قبل عصر النهضة
من العلماء المسلمين
من العلماء المسلمين
((أبو الكيمياء .. جابر بن حيان)) .
وقد قام جابر بالكثير من العمليات المخبرية كالتبخر ، والتكليس ، والتصعيد ، والتقطير ، والتكثيف ، والترشيح ، و الإذابة ، والصهر ، والبلورة .
ومن العمليات التي قام بها جابر :-
1- تحضير " الملح القلوي " أو حجر البوتاس الكاوي :- يتناول جزئين اثنين من الرماد وجزءاً واحداً من الحجر الجيري أو الكلس الحي ، ويتم وضع الكل على مرشح مع الماء . وبعد ذلك يلجأ إلى تبخير السائل عبر جهاز الترشيح و لذي يتحول إلى ترسب صلب مشكلاً الملح القلوي المراد تحضيره.
2- تحضير ملح الأمونيا :- يسهل الحصول على هذا الملح ، ما يقول جابر ، باللجوء إلى التسخين بواسطة وعاء للتسامي الغازي ، لمزيج يحوي جزئين اثنين من السائل البولي البشري مع جزء من الملح العادي " كلوريد الصوديوم " ، بالإضافة إلى جزء ونصف الجزء من الفحم الدخاني الأسود . وكان دور الفحم الناعم تجزئة المزيج بشكل أفضل .
3- تحضير ملح البول : يحضر هذا الملح من بقايا السائل البولي بعد تحلله وشوائه في أتون ، وبعدها يحل في الماء لعزله بالتبلور فيما بعد ، وهكذا يكون ملح البول الذي حضره جابر ، الترسبات الملحية للبول ويعني ذلك مزيجاً من الأملاح القلوية المحتوية على الفوسفور بشكل ملح الفوسفات . وفيما بعد يتم تحويل ملح البول إلى مركب الأمونيا الذي يتم الحصول عليه بتسخين السائل البولي مع الكلس الحي أو الحجر الجيري .
وقد أكتشف جابر الصودا الكاوية أو " القطرون " NaOH". وهو أول من حضر ماء الذهب ، وأول من أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحل بواسطة الأحماض ، وهي الطريقة السائدة إلى يومنا هذا ، وماء الذهب أو الماء الملكي وهو عبارة عن حمض النتريك " HNO3 " إلى جانب حمض الهيدروكلوريك "HCl" ، إذ يستحيل على أي من الحمضين منفرداً حل لذهب . ويكون جابر بن حيان أول من أكتشف حمضي النتريك و الهيدروكلوريك . وأكتشف إضافة على هذين العنصرين حمض الكبريتيك " H2SO4" . وهو أول من عرف أنه عند خلط محلول الطعام مع محلول نترات لفضة ينتج راسب أبيض ، وهذا الراسب هو كلوريد الفضة . ولا حظ أيضاً أن النحاس يكسب اللهب لوناً أخضراً ، واللهب يكسب النحاس اللون الأزرق ، وشرح بالتفصيل كيفية تحضير الزرنيخ ، والأنتيمون ، وتنقية المعادن وصبغ الأقمشة .كما زاد جابر عنصرين جديدين إلى العناصر الأربعة لدى اليونانيين وهما الكبريت والزئبق ثم زاد الكيميائيين العرب بعد ذلك عنصراً سابعاً وهو الملح . و اكتشف أن الشب يساعد على تثبيت الألوان ، كما أنه صنع ورقاً غير قابل للاحتراق .وحضر أيضاً نوعاً من الطلاء يقي الثياب من البلل ، وآخر يمنع الحديد من الصدأ . كما أن جابر هو أول من استعمل الموازين الحساسة ، والأوزان المتناهية في الدقة في تجاربه العلمية ، ولقد بلور جابر بن حيان نظرية أن الاتحاد الكيميائي باتصال ذرات العناصر المتفاعلة مع بعضها البعض وأخذ على كمثل الزئبق والكبريت عندما يتحدا يكونان مادة جديدة . علماً أن هاتين المادتين لم تفقدا ماهيتهما ، بل أنهما تجزئا إلى دقائق صغيرة و امتزجت هذه الأجزاء صغيرة ببعضها البعض وتكونت المادة الناتجة متجانسة التركيب . وبذلك يكون جابر بن حيان سابقاً دالتون العالم الإنجليزي ( 1766م- 1844 م) بأكثر من ألف سنة .
إسهامات المسلمين في علم الفلك
إسهامات المسلمين في علم الفلك
كان للإسلام الفضل الأكبر في نهضة علم الفلك عند
المسلمين ، فالمسلم يبدأ يومه قبل شروق الشمس فيراقب مطلع الفجر لكي يصلى الصبح
، ثم في آخر نهاره يراقب الغسق ليصلى العشاء ، وبين الفجر والعشاء يتابع حركة
الشمس لكي يحدد وقت الظهر والعصر والمغرب ، فيصلى كل صلاة في وقتها .
وهو يصوم مع هلال رمضان ، ويفطر حسب الشهر القمري
، وإذا صلى في أي مكان فهو ملتزم أن يعرف اتجاه الكعبة .. وذلك يتطلب منه أن
يعرف مكانه على ظهر الأرض ، ويعرف الشمال والجنوب ، والشرق والغرب .
وهو حين يتلو القرآن يجد
آياته تأمره بالتأمل في الفضاء الخارجي من حوله وتدعوه إلى التفكر في خلق
السماوات والأرض ، ثم يجد أن القرآن يذكر كواكب معينة ونجومًا بأسمائها ، مثل
قوله تعالى :"وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49)" (النجم 49)
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
وأول من اهتم بعلم الفلك
من الخلفاء المسلمين هو "أبو جعفر المنصور" الخليفة العباسي ، فقد شجع
المترجمين وأغدق عليهم المال ، وفى عهده ترجمت بعض كتب الفلك إلى العربية ، ثم
اقتدى بالخليفة "المنصور" من جاء بعده من الخلفاء في نشر العلوم ،
وتشجيع دراسة علم الفلك والرياضيات ، وترجمة ما ألفه "إقليدس"
و"أرشميدس" و"بطليموس" وغيرهم من علماء "اليونان"
.
ثمانية عشر عالماً إسلاميًّا على سطح القمر :
وخير شاهد على فضل علماء المسلمين وإنجازاتهم في
علوم الفلك أن اختارت الهيئة الفلكية العالمية ثمانية عشر عالمًا إسلاميًّا ،
وقررت وضع أسمائهم على تضاريس القمر؛ اعترافًا بفضلهم على أبحاث الفضاء ، وفى هبوط
الإنسان على سطح القمر ومن هؤلاء :
"إبراهيم الفزارى" ، "محمد
الفرغانى" ، "أبو ريحان البيرونى" ، "جابر بن حيان" ،
و"ابن بطوطة" الرحالة المشهور ، و"عمر الخيام" الذي قام
بأبحاث مهمة في مرصده حول دوران الكواكب حول الشمس .
أشهر علماء الفلك المسلمين :
البتانى : هو "محمد بن جابر
بن سنان البتانى" ، ولد في "بتان" من نواحي "حُرَّان"
وإليها ينسب سنة (244ه) يعده كثيرون من عباقرة العالم الذين وضعوا نظريات مهمة ،
وأضافوا بحوثًا مبتكرة في الفلك والجبر والمثلثات ، واشتهر برصد الكواكب والأجرام
السماوية ، وعلى الرغم من أنه لم تكن لديه آلات دقيقة كالتي يستعملها الفلكيون
الآن ، فقد تمكن من إجراء أرصاد لاتزال محل دهشة العلماء وإعجابهم ، وتوفى سنة
(317 ه = 929م)
* ابن يونس المصري : هو "على بن
عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المصري" كان من مشاهير الرياضيين والفلكيين الذين
ظهروا بعد "البتانى" ، وقد عرف الفاطميون في مصر قدر "ابن
يونس" ، فأجزلوا له العطاء ، وبنوا له مرصداً على جبل المقطم ، وجهزوه بكل ما
يلزمه من الآلات والأدوات .
وابن يونس هو مخترع "الرقاص" بندول
الساعة ، وكان كثيرون يعتقدون أن هذا الاختراع
من ابتكار العالم الإيطالي
الشهير "جاليلو" المتوفى سنة (1642م) لكن هذا غير صحيح ، وقد أثبت
العلماء الأوربيون المنصفون هذا الاختراع أنه لابن يونس المصري .
* البيرونى : هو "محمد بن أحمد
أبو الريحان البيرونى" ، ولد سنة ( 362ه = 973م) في "خوارزم" ،
وعرف بأنه كان صاحب عقلية كبيرة ، ونبغ في كثير من العلوم وكانت له ابتكارات وبحوث
مستفيضة في الرياضيات والفلك والطبيعة .
وله في علم الفلك إسهامات عظيمة ، فقد أشار إلى
دوران الأرض على محورها ، وألف كتابًا في الفلك يعد أشهر كتاب ظهر في القرن الخامس
الهجري ، ووضع نظرية لاستخراج مقدار محيط الأرض ، عرفت باسم "قاعدة
البيرونى" وللبيرونى أكثر من (120) كتابًا ترجم بعضها إلى الإنجليزية
والفرنسية والألمانية وتوفى سنة ( 440ه = 1048م) .
ولا يزال علم الفلك اليوم مليئًا بالمصطلحات وأسماء
الكواكب والأبراج ذات الأصل العربي ، الأمر الذي يشهد على فضل علماء المسلمين على
هذا اليوم ، من ذلك :
الجدي Algedi
فم الحوت Famul - hout
سعد السعود Sada Saoud
السرطان Sheratan
العقرب Acrab
الشولة Alasha
|
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)